ايجيبشين انتربرايز يعقد حلقة نقاشية حول مقتل أيمن الظواهري وانعكاساته على الإرهاب في أفريقيا

منار البحيري 

عقد مركز ايجبشن انتربرايز للسياسيات والدراسات الاستراتيجية بمقره الكائن في العجوزة، حلقة نقاشية مصغرة تحت عنوان ” مقتل أيمن الظواهري القيادي في القاعدة وانعكاساته على الإرهاب في أفريقيا”، وذلك للوقوف على مستقبل تنظيم القاعدة في افريقيا عقب هذا الحادث، وعلاقة التنظيم بالجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فضلا عن مستقبل الإرهاب والتطرف في القارة بشكل عام في ظل ما تواجهه من تحديات متنوعة على كافة الأصعدة.

شارك في الحلقة النقاشية مجموعة متميزة من الخبراء والباحثين المتخصصين، وهم محمد عبد الحليم مدير المركز، د. محمد عبد الكريم- الباحث المتخصص في الشؤون الافريقية ومنسق أبحاث وحدة أفريقيا بمعهد الدراسات المستقبلية ببيروت، د. نرمين توفيق- الباحثة في الشؤون الأفريقية والمنسق العام لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، الأستاذ عمرو فاروق- الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، والأستاذ رامي زهدي الخبير في الشؤون الافريقية. أدارت الحلقة الأستاذة آيات على – الباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية.

ناقشت الحلقة أربعة محاور رئيسية، وهي: رد فعل القاعدة في أفريقيا تجاه مقتل الظواهري وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على التحركات على الأرض، مستقبل تنظيم القاعدة في أفريقيا، علاقة القاعدة بغيرها من التنظيمات الإرهابية، وأخيرا، مستقبل الإرهاب في أفريقيا بوجه عام.

في بداية الحلقة، اشارت د. نرمين في معرض حديثها عن ردود أفعال القاعدة في افريقيا تجاه مقتل الظواهري إلى أنه من الضروري التعرف على وفهم ماضي تنظيم القاعدة وسياق ظهوره في أفريقيا حتى يتسنى لنا فهم مستقبله وتوقع ردود أفعاله إزاء الأحداث الجارية. تاريخيا، ارتبط انتشار تنظيم القاعدة وتمدده في افريقيا جنوب الصحراء بشكل كبير بحادثة تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. ومع ظهور تنظيم داعش في سوريا والعراق حدث نوع من التراجع التنظيمي للقاعدة في عدد من المناطق ومنها الصومال التي شهدت قيام حركة شباب المجاهدين منذ عام 2007 وحتى الآن.

فيما يتعلق بتنظيم القاعدة الآن، يبدو الوضع مرتبك إلى حد كبير، وتظل كافة الاحتمالات التي تتعلق بعودة الانتشار أو الخفوت قائمة، ومرهونة بشكل كبير بما سيحدث في داخل التنظيم ذاته. ترى د. نرمين أن الظواهري كان صيد سهل مقارنة بغيره من القيادات مثل أسامة بن لادن. لذا، فانه من غير المرجح أن يلجأ التنظيم إلى الهجمات الانتقامية، وإذا حدث سوف تكون تلك الهجمات محدودة للغاية حتى يعيد التنظيم ترتيب نفسه واختيار الخليفة القادم.

فيما يتعلق بمستقبل تنظيم القاعدة في أفريقيا، أوضح د. محمد عبد الكريم أن تنظيم القاعدة يتبع أيدلوجية مناهضة للهيمنة الغربية على الدول والشعوب، حيث يقوم التنظيم عن طريق توظيفها بخلق حالة من التعاطف معه بين السكان المحليين في الدول المختلفة. كذلك أشار د. محمد إلى أنه من المرجح أن تشهد الجماعات والتنظيمات الإرهابية نشاط ملحوظا في افريقيا في الفترة القادمة في ظل وصولها لمناطق نفوذ غير تقليدية مثل كوت ديفوار وبنين والكونغو. فيما أكد د. محمد أيضا على أهمية وجود مقاربة شاملة للتعامل مع الإرهاب لتحجيمه سواء أكان هذا الإرهاب صادر من التنظيمات التي تتبنى فكر القاعدة او غيرها. كثيرا ما يتم استخدام الجماعات والتنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالح معينة للدول الكبرى، وهذه المصالح المتغيرة تخضع للتفاهمات بين القوى الكبرى. كما أن لعنة الموارد أصبحت عبئا كبيرا على افريقيا وأنه التنظيمات الإرهابية غالبا من تتواجد أينما وجدت تلك الموارد مما يؤكد على أن الإرهاب مرتبط بالمصالح والمنافع.

على الجانب الاخر، وفيما يرتبط بعلاقة القاعدة بغيرها من التنظيمات والجماعات، أكد الأستاذ عمرو فاروق على أنه توجد حالة نشاط زائدة سواء للقاعدة أو لداعش وسعيها لتأسيس مراكز جديدة لها في افريقيا. ومع هذا، لن تكون أفريقيا مهد لبناء دولة داعشية أو قاعدية في هذا السياق. تعد افريقيا بمثابة غرفة تدريب تمتاز بالكثير من جوانب الضعف. يرى الأستاذ عمرو فاروق أن أيمن الظواهري كان بمثابة كبش فداء لتحقيق مصالح معينة لدى طالبان والقوى الكبرى أيضا. اختتم الأستاذ عمرو فاروق كلمته بالحديث عن أهمية رفع الوعي عند الحديث عن ظاهرة الإرهاب، فلا مجال لتحجيم الإرهاب دون رفع وعي الأشخاص العاديين.

في الأخير، أكد الأستاذ رامي زهدي على أن الإرهاب موجود في افريقيا منذ سبعينات القرن الماضي وقبلها، إلا أن افريقيا الآن هي بمثابة المسرح الأكبر لكافة التنظيمات الإرهابية الكبرى. يعود ذلك إلى معاناة افريقيا من التأخر مقارنة بغيرها من المناطق. على الرغم من انحسار ظاهرة الإرهاب عالميا، إلا انها لاتزال حاضرة بقوة في القارة، وذلك بسبب كون الإرهاب أقرب ما يكون للتجارة والأعمال فيها.

ختاما، اتفق الحضور على أن مستقبل القاعدة ومدى قدرته على استعادة نشاطه وتمدده في أفريقيا مرهون بشكل أساسي بهوية الخليفة الجديد الذي سيحل محل أيمن الظواهري. مع وجود ترجيحات قوية لوجود سيف العدل على رأس التنظيم، فأنه من المرجح أن يعود التنظيم بقوة على الساحة الافريقية نظرا لخبرته الكبيرة فيها وارتباط اسمه بتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كبينيا وتنزانيا عام 1998، لاسيما في ضوء علاقاته التنظيمية .

زر الذهاب إلى الأعلى