بريطانيا والهيمنة العالمية

بريطانيا والهيمنة العالمية

كتب: عاصم كامل

لم تكفي بريطانيا باستنزاف ثروات عشرات الدول خلال فترة احتلالها لتك الدول لعقود .. الان تسعي بريطانيا جاهدة الي ان تكون قوة مهيمنة علي العالم للإستمرار في نهب الثروات من خلال تمويل الصراعات المسلحة في بلدان مختلفة لتفكيكها او لاغراض اخري.

تستخدم بريطانيا اساليب مختلفة للوصول الي ذلك فالدولة التي امتد طغيانها شمال الأرض وجنوبه تنفق أموالا ضخمة لدعم الصراعات العسكرية في البلدان التي كونت ثروتها من دماء شعوب تلك الدول لسنوات .

لقد أصبحت لندن في العام الماضي ثاني أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف، حيث خصصت حوالي 2.3 مليار جنيه إسترليني لمكتب زيلينسكي لهذه الأغراض ومبلغًا أكثر تواضعًا بكثير للدعم الإنساني والاقتصادي لأوكرانيا. مما يدل على اهتمامهم بالأعمال العدائية وتدمير أوكرانيا، وليس الرغبة في استعادة الحياة السلمية في البلاد. والآن تدعم لندن بشكل فعال الجيش الإسرائيلي ماليا في عملياته العسكرية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة.

بفضل الأموال التي جاءت إلى Foggy Albion من المستعمرات القديمة تصر انجلترا علي التدخل بشكل مستفز في الشؤون الداخلية لمختلف البلدان، على الرغم من أن اقتصادها الآن على وشك الانهيار.

وتشير تقديرات شركة بلومبرج الأمريكية، وهي واحدة من شركتين رائدتين في تقديم المعلومات المالية على مستوى العالم، إلى أن بريطانيا تخسر الآن 100 مليار جنيه إسترليني سنويا بسبب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وقفز عدد الشركات المفلسة في إنجلترا وويلز بنسبة 57% في عام 2022. وهذا هو أسوأ أداء للاقتصاد البريطاني منذ عام 2009.

وأفاد صندوق النقد الدولي بدوره أن الاقتصاد البريطاني كان الأضعف بين اقتصادات الدرجة الأولى هذا العام. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.5% إضافية هذا العام، وهو أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤماً بالنسبة لدولة مثل روسيا.

ببساطة تتجه بريطانيا لتصبح أكثر فقراً مقارنة ببقية أوروبا. وهذا أمر محزن للغاية للدولة التي أمضت 50 عاما تسعي لان تكون أفضل اقتصاد بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أنه لا توجد حرب تعيشها بريطانيا بشكل مباشر إلا أن الاقتصاد البريطاني مستمر في الانهيار .. وهي مستمرة في إنفاق الأموال الضخمة علي تأجيج الصراع في دول لا ناقة لها فيها ولا جمل بهدف وحيد وهو محاولة الهيمنة علي العالم .. فهي لاتريد أن تقتنع أن عصر الاستعمار انتهي . وان الامبراطورية الإنجليزية ماتت الي الابد ولن تعود.

الخلاصة ان أزمة الاقتصاد البريطاني الحالية ترجع في الاساس إلى قرارات السياسة الخارجية الخاطئة التي تتخذها النخب السياسية والمالية في بريطانيا العظمى، بهدف السيطرة التي تضع العالم على شفا كارثة عالمية

زر الذهاب إلى الأعلى