بدر عياد يكتب: رسالة إلي الوالي.. وزارة الأمراض الصحة سابقا تحتاج وزيرا من المستشفيات لا من الجامعات

 

عندما نثني علي أحد ما فان ذلك لا يأتي من فراغ، وإنما من عمل يكد فيه أو عطاءا يتصدر فيه، فالثناء نابع من حقيقة وليس من هدفا أو مصلحة ما، فدائما نكتب من أجل صاحبة الجلالة، لنقدر نموذجا فريدا أنجز عملا فشل غيره في أدائه، ومن هؤلاء البارزين في مجالهم الدكتور  محمود عواد من أطباء مستشفي الهرم الأكفاء والإجلاء والتي يرأسه الدكتور منصور خليل مدير مستشفي الهرم وأحد أهرامات مصر في المجال الطبي، وفارس الطب الدكتور أحمد محي قاصد مساعد وزير الصحة واحد من أهم وأمهر الأطباء يمتلك تاريخ مشرف وخبرات طبية وإدارية بالشرق الأوسط.

ويعد هؤلاء العملاقة الثلاثة من أكفأ الأطباء في مجال تخصصهم ولهم باع طويل في العمل الطبي داخل المستشفيات، إضافة الي مهارتهم في مجال تخصصهم وإداراتهم لأي قسم أو منصب يتولونه، وكما أنهم يحظو بإشادة كافة العاملين معهم، وحب واحترام وتقدير المرضي وذويهم لهم، نظرا لتواجدهم الدائم وسط الحالات المرضية ومتابعتهم للجميع دون استثناء أحد.

علي الرغم من كل هذا الجهد والعطاء والكد من أجل صحة ورعاية المرضي والكفاءة والمهارة في الإدارة والتخطيط وانجازاتهم التي لا حصر لها ، الإ أنهم لا يحظو علي كامل فرصهم بالمناصب القيادية في الدولة، والسبب عدم حصولهم علي الدكتوراة الجامعية، فلقد اثبتت التجارب السابقة فشل وإخفاق أغلب من تولوا وزارة الصحة علي الرغم من أن معظمهم حاصلون علي دكتوراة جامعية، فالإدارة تحتاج الكفاءة والممارسة والخبرة وهي من يحظي به طبيب المستشفي المتعايش مع المرضي بصفة مستمرة، و الذي تدرج في كافة المناصب الإدارية وبدء من قاع العمل الإداري.

والجميع يعلم أن الطبيب المتواجد وسط المرضي بصفة مستمرة، هو من يكون أكفا في وضع أسس وطرق العلاج و الأمهر في التنظيم والإدارة بحكم الخبرة والاحتكاك، سؤالي هنا لماذا لا يتولي هؤلاء الاكفاء وزارة الصحة، علي الرغم من الأداء السئ والتدهور في معظم القطاعات والمستشفيات الحكومية الذي تحظي بها الوزارة من الإهمال ونقص  الكوادر الطبية المتخصصة والدواء الذي أصبح سعره في السماء دون أي رقابة من وزارة الصحة .

يا سادة المريض أصبح تائه وضائع لا يجد من يمد له يد العون وسط فشل من يديروا منظومة الصحة، فلا يجد الطبيب المتخصص ليدويه ولا يجد المال الذي يشتري به الدواء الذي أصبح يسعر حسب الأهواء وأصحاب المصالح الكبار دون النظر إلي الأحوال المعيشية الصعبة التي يعيشها العالم كله .

ولعلي في هذه المقالة أدق ناقوس الخطر ليراجع الجميع أنفسهم قبل ان تتفاقم الأوضاع إلي ما لا يحمد عقباه، فليس الاعتذار والتصريح بالأخطاء شئ مخجل، وإنما من شيم الكبار، فمن يفشل أو لا يستطيع إدارة منصبه فليقدم استقالته فورا ، فلدينا الالآف بل الملايين من الأطباء الأكفاء في كافة التخصصات  .

زر الذهاب إلى الأعلى